- الصليبية …حيث يقنطون ، تقع على مقربة من المقبرة و على الطرف الآخر يوجد بعض المصانع التي تضر بالصحة البشرية…
- شوارع ضيقة بدون تخطيط للإتجاهات و المنازل موزعه بصورة عشوايئة ، جميع المنازل عبارة عن بيوت شعبية مصنعه من الكيربي الذي يكون شديد الحرارة بالصيف و لا يحمي سكانه من البرد القارص و لا يعزل عنهم قطرات المطر ..
- الشباب المراهق في هذه المنطقة ليس لديهم أي أهتمامات و لا أي نوع من وسائل الترفيه ، قال أحدهم أن يفعله كل يوم هو الجلوس عند باب المنزل بإنتظار رفقائه من المنازل المجاورة ، يتساوى عندهم الليل بالنهار فلا حاجة لمعرفة الوقت فالحرمان من الدخول إلى المدرسة جعلهم يتجاهلون عقارب الساعة.
- الصحة البيئية هي الخطر بذاته ، التلوث التي تتسببها الفضلات تزداد مع غياب سلات المهملات و تتسبب في روائح مؤذية محملة بالجراثيم لمرضى الصليبية و تزيد الامهم.
- رغم الحرمان الذي يعيشه هذه الفئة ، إلا أن الاطفال بعفوية الطفولة و براءة الموقف لم يدركوا بعد حجم تلك المعاناة ، فرحة العيد لم تختلف عندهم عن بقية الأطفال ، يمكن لأي زائر للمنطقة التمييز بين اطفال المنطقة و الاطفال الضيوف ، فصاحب المنزل حافي القدمين و الضيف يتميز بحذاءه .
- تعتمد المنطقة بصورة كاملة على ما أسموه بالسوق المركزي لتوفير إحتياجاتهم و هو محل صغير خصص من جزء لأحد المنازل ، هناك أيضاً جمعية تعاونية الا أنها مليئة بالارفف الفارغة و عادة ما تكون مغلقة لأيام ،
- السوق مكان ضيق لا يوجد به أدنى مستويات السلامة و حتى البضائع المتوفرة عادة ما تكون أما منتهية الصلاحية أو تقترب من إنتهاء صلاحياتها و يقوم البائع بتعمد بإنتقائها لتدني الأسعار و تناسبها مع هذه المعيشه.
- المحولات الكهربائية تتوسط المنازل و تلتصق بهم ، مكتوباً عليها أسماء أصحاب المنازل ليكون خير دليل للزائر ، بيت أبوفاضل ، أبو خلف … و غيرهم من الرجال تتشابه ملامحها و يتخلف سكانها
- الغريب… بأنه رغم كل حرمانهم من الهوية و أدنى حقوق الحياة ، إلا أنها لا زالوا يقاومون بشده تلك القيود ، زينة الفرح كانت تبشر بإستمرار الحياة ، فهم يتزاوجون و يفرحون و لا يكترثون بالأوراق الثبوتيه. الفتيات الصغيرات حافيات القدمين يرحبون بالزوار بكلمات بسيطة : تفضل عندنا عرس و أكل
- حلم هذا الطفل أن يكون جندي ، فلم يجد في المجتمع من يرعى طموحه سوى كيس من البلاستيك و بعض الكرات الأسفنج و لعبة المسدس التي يقول أنها حصل عليها من ألعاب مستعملة لأطفال آخرين.
- أخترت هذا المنزل ليكون نهاية رحلتي و لكنها ليست النهاية لهم … إلى متى بدون؟
المعاناة في صورة
لمدة 3 أيام متتالية تكررت محاولتي لفك المقاومة التي أبدوها أهالي المنطقة ، و تفاجاءت بمدى رغبتهم بالحفاظ على خصوصية حياتهم ، حتى لحظات تصوير الشوارع فارغة لم تمر مرور الكرام ، واجهتني نبرات الرفض بشدة ، لم تكن تلك الصعوبة فقط ، مسافة الطريق البعيدة ، الخوف من المجهول ، غياب العنصر الأمني في تلك المناطق ، رهبة المواجهه مع الغرباء ، محاولة التسلل إلى حياة أناس رفض المجتمع تقبلهم ،
البدون هم فئة ولدت و ترعرت و عاشت على هذه الإرض بقصد أو دون قصد أصبحوا بلا هوية ، و أستمرت معاناتهم و تزايدت مع قيود القانون الذي لم يسمح لهم بالتعليم أو الصحة ، الزواج ، التملك أو حتى أبسط الحقوق ورقة تشهد بولادتهم الى الحياة ، لا يمكننا أن نتخيل أن هناك أناس لا يعلمون عن أعياد ميلادهم شيئا. الكلام لا يفي حق القضية مهما طال الشرح ، و لكن قد تكون أحيانا بعض الصور أبلغ من أي كلمات …
التصوير : إيقاف لحظة من الزمن إلى الأبد
تجربتي في العثور على قصة مصورة يميزها صعوبة إختيار الموضوع ، تغيرت أفكاري لأكثر من أربعه مرات حول إختيار القصة ، كوني فتاة في مجتمع محافظ لا يتقبل كثيراً التعرض لخصوصياته ، ولا يحبذ تناولها على صفحات النت خوفاً من التعرض لتشويهها او إستغلالها ، بجانب إفتقاري إلى الخبرة اللازمة في مهنة التصوير ، و عدم إمتلاكي لأي كاميرة حديثة تواكب التكنولوجيا ، و لكني اؤمن بأن قلة الإمكانيات كثيراً ما ترسى بالطموح إلى ساحل الإبداع ، و هذا بحق كان التحدي بالنسبة لي
و لا أنكر بأني وقعت في شباك حيلة مؤجر الكاميرات ، و لا أخجل من ذلك فالمجرب سيكون يوماً أفضل من الحكيم ، وعدني بأني سألتقط صورة تنافس الطبيعة في دقتها و وضوحها ، و دفعت له المبلغ مبتسمه ، و تسارعت خطواتي إلى حدث التصوير ، و لم تكن الجودة كما وعدني و لكنها كانت الصور الأولى التي ألتقطها في حياتي ، و كل تجربة أولى تبقى جميلة و مميزة مهما شابهها من قصور ، و لذلك أجد اللقطات التي صورتها ستبقى الأجمل و الأعمق في ذكرياتي
اللقطات تتضمن التعليقات التي توضح للمتصفح ما هي القصة التي أريد أن يعرفها الآخرون ، التجربة بإختصار : –
القضية : لقطات من حياة فئة البدون
موقع التصوير : منطقة الصليبية
مدة التصوير : 3 أيام زيارة بدون تصوير – ساعتان في اليوم الأخير
Canon IXUS 130: نوع الكاميرة المستخدمة
أبرز الصعوبات : رفض الجمهور
هذه التجربة منحنتي القوة ، و أثارت فيني مشاعر الإنسانية ، و علمتني بأن لو أكتفى العقل بالحديث المكرر ليس هناك أبلغ من الصورة لتعبر عن ما نريد ، و لا يمكن أن نتغافل عن أهمية التصوير في مهنة الإعلام ، فهي البديل المناسب حين لا يجد الإنسان ما يستحق من الكلمات
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، و الشكر و التقدير الذي أمنحه اليوم إلى دكتوري الفاضل عيسى النشمي هو مقدم ليس مني فقط ، و لكن من قلوب بعض الأخوة البدون الذين كانوا قد تمنوا أن تجوب يوماً كاميرة الواقع لتصور معاناتهم الذي لا يعلم عنها الكثيرون